|
سأروي عليكم هذه القصة وهي قصه حقيقية وأعذروني إذا حصل فيها إي تقصير
هذه هي قصة طيور شلوى
ثلاثة
أطفال كبيرهم عمره ثلاث سنوات والأصغر ( طفل رضيع ) توفي والدهم وبعد ستة أشهر
توفيت والدتهم فلم يبقى لهم إلا جدتهم من أبيهم وتدعى شلوى ونظرا لضيق ذات
اليد أصبحت هذه العجوز تدور وسط البيوت وتطلب أكل للأطفال . . . ومن باب الاستلطاف
تقول معاندكم عشا أو غدا لطويراتي ؟ تقصد بذلك الأطفال الثلاثة شاع خبرها بين الناس
وعلم الشيخ الجربا بأمر هذه العجوز فأمر أن ينقل بيتها إلى جوار بيته وقد تم ذلك
وكان الجربا قبل أن يقدم الغداء أو العشاء يقول لا تنسون طيور شلوى وكان يشرف هو
بنفسه على ذلك ومع الأيام كبر الأطفال الثلاثة وهم
شويش ... وعدامه ... وهيشان . وأصبحوا رجال يستطيعون القتال ونظرا لارتباط الحلال
بالربيع رحل الجربا وجماعته إلى مكان بالقرب من الحدود السورية حيث مكان الربيع
والماء وهنا كان تواجد للدولة العثمانية الأتراك وأيضا قبيلة أخرى ( تقطن هذا
المكان ) وكان الجربا وجماعته قليلي العدد مقارنه لكثافة تواجد الأتراك والقبيلة
الأخرى هنا طمعت تلك القبيلة وأيضا الوالي التركي بقبيلة شمر بقيادة الجربا ...
فأرسل الأتراك مرسال إلى الجربا يطلبون ودي ( مثل الضريبة ) أجتمع الجربا وأفراد
قبيلة شمر للتشاور ونظرا لقلتهم أيضا ووجودهم المؤقت وافق الجربا على دفع الودي
وبعد مده بسيطة طلب من الجربا أن يضاعف الودي وهنا أيضا وافق الجربا، وبعد مده
حوالي أسبوعين اقبل فرسان الأتراك ومن الجهة الأخرى فرسان القبيلة الموالية للأتراك
وهنا أرسل الأتراك مرسال للجربا وطلب من الجربا أن يعطونهم الخاكور باللهجة التركية
لم يعرفوا معنى الخاكور وقال ماذا تقصدون بالخاكور
قال مرسال الأتراك ( أي نساء من حريم شمر لجيش الأتراك لغرض المتعة ) وهنا تدخل
شايب من شيبان شمر .. وأنشد قائلا ... وكان في مكان بعيد عنه قبور
يستطيع الجميع من رؤيتها وهم في مجلس الجربا ... أنشد قائلا :
هنيكم ياساكنين تحت قاع ما
مركم ودي تقفاه خاكور
هنيكم متم بحشمه وبزاع
وما من عديم ينغز الثور
كان يقال أن الدنيا على قرن ثور متى ما تحرك الثور قامة القيامة ... وهنا أراد الشاعر في شطر البيت الثاني الموجودين أن الموت ولا هذا الطلب ما أن قال ... ما من عديم ينغز الثور ؟ إلا أن قفز شويش العجرش ابن العجوز شلوى وقال أنا ... وأنا طير شلوى أخذ الشلفا ورفعها بالهواء وعند سقوطها ضربها بسيفه وامتطى صهوة جواده واندفع منفردا بشجاعة منقطعة النظير على جيش الأتراك حيث شق طريقا وسط جمع الخيل والطرابيش الحمر تتطاير يمينه ويساره من ضرب الشلفا للرؤوس الرجاجيل هنا لحق به أخويه عدامه وهيشان العجرش ، الجربا ومن معه من الرجال أغاروا على القبيلة الأخرى .. وما هي إلا مده بسيطة وكان كل شي منتهي .
لقد تم الانتصار على الأتراك وتلك القبيلة وغنم شجعان شمر والجربا مغانم وكانت هذه احد الأسباب في غناة الجربا ومن هنا ظهرت شجاعة طويرات شلوى ... الشايب صاحب القصيدة لا يزال على مركاه في مجلس الجربا يتفرج على كل الذي حصل وعند انتهاء المعركة وتقابل فرسان شمر يباركون لبعضهم هذا النصر المؤزر قالوا إذا سأل الشايب عن من مات نريد أن نقول إن شويش مات. وعندما سال الشايب قالوا له شويش مات وأنشد قائلا :
قالوا شويش وقلت لا لا عدامه
او زاد هيشان زبون الملاييش
ماهو ردى بمدبرين الجهـامه
لكن هوش شويش يالربع ماهيش
يوم شويش حزم راسه نهار الكتامه
طوع بني وائل وحمر الطرابيش
يوم شويش مثل يوم القيامه
بالله عليكم لاتحكون بـ شويش
وبعد أن قال تلك الأبيات قالوا له شمر لا لا نبشرك شويش مازال حي وهنا ساد الجربا
وجماعته المكان وأصبحوا يأخذون الودي على من بقى من القوم